د. سلام نجم الدين الشرابي
يرددها على مسامعي كلما رأى سحنتي! التي أعتقد أنها تجلب السعادة والهنا، يقول: غلطة عمري أن تزوجت وجئت بمن يحكمني بعد أن كنت حراً طليقاً، أطير وأستريح.. أغرّب وأشرّق.. أغرّد وأصمت، فآل بي الزواج إلى مكر مفر مقبل مدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من عل! …
أما أنا فأعلن براءتي من هذه التهمة، براءة الذئب من دم الحمل، والثعلب من دم الأرنب، فليس لي ذنب إلا أنني كنت له المرأة الودود الولود، فرفدته بسلالة تحمل اسمه حتى غدا مقابل هذا الاسم يحمل لها ما لذ ولم يطب في نفسه.. من المأكل والملبس، وغاص في بحر من المسؤوليات التي يعتبرني قد ورطته فيها!!
ونسي أنه هو من خطبني ولست أنا بالخاطبة، وإنه هو من دفع مهري واستعجل قربي ولم أكن أنا المستعجلة، وأني كنت في بيت أهلي الآمرة الناهية. عزيزة مدللة، عيون الحب والحنان من عائلتي لي ناظرة؛ يقولون تدللي فتاتنا بصباك فأنت في بيتنا رحمة ولقلوبنا آسرة.
فأتيتني طالباً وبالحياة السعيدة والرغيدة واعداً.. وللرفاه والبنين جالباً، فأعنتك على وعدك؛ حياة وأسرة وأطفالا صغاراً يلعبون حولك ويضيئون حياتك ..أفبعد ذلك أكون أنا المذنبة؟!
كنت حراً طليقاً.. أو لم أكن أنا حرة وسعيدة؟!
كبلتك المسؤوليات، أو ليست هي مكبلتي؟!
كنت لا تحمل كيساً ولا تجلب غرضاً.. وكنت لا أدخل مطبخاً ولا أغسل صحناً، جعلتني أترحم على أيام كانت أمي تخشى عليّ من رائحة البصل أن تستل الدموع من عيني، فتطلب مني الابتعاد عنها كلما قطّعت البصل، فيما أذرف الدموع الآن مرتين؛ مرة وأنا أقطع البصل، ومرة وأنا أتذكر تلك الأيام الغابرة…
نادم أنت أن تزوجت وتلحق بنفسك وبمن تزوج مثلك كل المفردات التي يقولها النادم على فعلته!!! تقول وتقول.. وتتمنى أن يعود من لا يعود إلى الوراء حتى لا تعيد الغلطة.. وتنصح العازب أن ينفد بريشه قبل أن تقع الواقعة فلا يكون لها من كاذبة!!
اعذرني زوجي إن شككت في ندمك واعترافك بالزواج كغلطة؛ فالنادم كما أعلم لا يعيد الغلطة.. والجحر الذي يلدغ فيه الرجل مرة، لماذا يتمنى أن يلدغ منه كل مرة إذا سنحت له الفرصة؟!!!
وأنت لا تفتأ تتكلم عن أمنياتك في زوجة ثانية فثالثة ورابعة.. فهل يعيد النادم يا عزيزي غلطته ثانية وثالثة ورابعة؟؟!!
اخلع عنك ثوب الندم، وابتهل لربك واشكره أن منّ عليك بنعمة الزوجة، والأطفال والأسرة… وأعلن ندمك عن تسميتها بالغلطة.
د. سلام نجم الدين الشرابي
كاتبة ساخرة وصحفية متخصصة في الإعلام الساخر
مديرة تنفيذية في أكاديمية لندن للإعلام والعلاقات العامة https://lampr.ac/
المؤسسة والرئيس التنفيذي لأكاديمية الإعلام الساخر https://satireology.com/ar/home/
صاحبة أول منهاج جامعي لتعليم الصحافة الساخرة والتدريب على أساليبها على المستوى العربي والعالمي منذ عام 2010
حاصلة على شهادة الدكتوراه في الصحافة الساخرة بدرجة امتياز مع توصية بطباعة البحث عام 2017.. عنوان الرسالة" واقع الصحافة الساخرة بين النظرية والتطبيق.. دراسة تحليلية على عينه من المقالات الساخرة في الصحف العربية القدس العربي الصادرة في لندن، تشرين الصادرة في سوريا، الجريدة الصادرة في السودان، الرياض الصادرة في الرياض.. تضمنت الرسالة منهاج مقترح لتدريس الصحافة الساخرة في الجامعات الإعلامية
حاصلة على شهادة الماجستير في الصحافة الساخرة بدرجة امتياز مع توصية بالترفيع لدرجة
الدكتوراه عام 2010 عنوان الرسالة " دراسة وصفية تحليلية على عينة طبقية عشوائية من المثقفين السوريين
حاصلة على شهادة البكالوريوس في الصحافة من جامعة دمشق
كان لي زاوية اسبوعية ساخرة في جريدة الاعتدال الأمريكية من عام 1996
مشرفة صفحة ساخرة بعنوان " على المصطبة" من عام 2009-2018
لدي المئات من المقالات الساخرة
لدي العديد من المقالات الأكاديمية المتخصصة في تعليم طرق وأساليب الكتابة الساخرة
قدمت العديد من الدورات الأكاديمية لتعليم الصحافة الساخرة تحت عنوان " كيف تكتب مقالاً ساخراً" منذ عام 2008
وحتى الآن
ألقيت محاضرة جامعية عن الصحافة الساخرة لطلاب السنة الثالثة والرابعة في كلية الإعلام جامعة أم درمان
صدر لي كتاب ساخر بعنوان "امرأة عنيفة.. احذر الاقتراب..!" عن دار العبيكان للطباعة والنشر عام 2008 يتضمن مقالات ساخرة متنوعة من وجهة نظر نسائية
صدر لي كتاب بعنوان " الصحافة الساخرة .. قصة البكاء الضاحك عن دار الحكمة -لندن 2022 وهو كتاب أكاديمي يتناول السخرية من الناحية الأكاديمية والعلمية وعرضها تاريخياً وفلسفياً ومن ثم رصد تطورها وتمايز دورها الإعلامي عن الأدبي، وذكر ما ورد في القرآن الكريم من نماذج عطرة من السخرية الراقية البناءة. وهو من الكتب المهمة نظراً لندرة الكتب التي تتناول الصحافة الساخرة، وافتقار المكتبة العربية لكتب تدرس هذا الفن الجميل الذي يضج باسماً عبر أنين الألم.
زودت الكتاب بأمثلة ونماذج حية من فنون السخرية الساحرة في رحلة عبر الزمن، مما أرجو أن يجعله كتاباً يجمع بين المتعة والفائدة.
لي كتاب ساخر تحت الطبع بعنوان " الغلطة التي يندم عليها جميع الرجال" وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الساخرة السياسية والاجتماعية التي ترصد الواقع وتسخر منه
Specialties: الصحافة والإعلام، الصحافة الساخرة